من هو السيد سلمان هادي ال طعمة ؟ انه السيد سلمان بن السيد هادي بن السيد محمد مهدي بن السيد سليمان بن السيد مصطفى بن السيد أحمد بن السيد يحيى آل طعمة من آل فائز الموسوي الحائري . ولد في كربلاء يوم 13 ذي القعدة 1353هـ الموافق لسنة 1935 ، ونشأ بين ظهراني أسرة علوية عريقة تعرف بالسادة ( آل طعمة ) المتفرعة من قبيلة (آل فائز) ، وهي من العشائر العريقة التي استقرت في كربلاء منذ منتصف القرن الثالث الهجري – التاسع الميلادي ، وتنتسب إلى الأمام موسى الكاظم عليه السلام ، تولى بعض رجالاتها مناصب مهمة في إدارة كربلاء ، ونقابة الأشراف ، وسدانة الروضتين الحسينية والعباسية لقرون عديدة ، وأنجبت العديد من رجال الفكر والأدب والسياسة .
دخل السيد سلمان المدرسة الابتدائية وأنهاها . وبعد ان اكمل الشهادة الثانوية في ثانوية كربلاء للبنين في 1950 – 1951م ، دخل دار المعلمين الابتدائية في كربلاء وتخرج فيها سنة 1959م وعين معلماً في عدد من مدارس كربلاء. وفي سنة 1967م سافر إلى بغداد ودخل فرع التربية وعلم النفس بكلية التربية – جامعة بغداد وحصل على شهادة البكالوريوس سنة 1970م ، وعين مرشداً تربوياً في متوسطة المكاسب في كربلاء واستمر كذلك حتى أحال نفسه على التقاعد سنة 1985م .
كان منذ شبابه يتوق لإكمال دراسته العليا والحصول على الدكتوراه . وبعد تقاعده أتيحت له الفرصة أثناء سفره إلى لبنان فأكمل دراسته هناك وفي حقل التاريخ العربي الإسلامي بالذات ، ومنح شهادتي الماجستير ودكتوراه الدولة من جامعة الحضارة الإسلامية في بيروت سنة 2009م. كما حاز على شهادة الماجستير سنة 2010 في العلوم الإسلامية في الجامعة الإسلامية التي أسسها الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين في لبنان وذلك عن رسالته الموسومة : “التفسير الصوفي للنص القرآني .. ابن عربي أنموذجا ” .
في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي شجّعه والده على حفظ القصائد الخالدات كـ “ميمية الفرزدقو”تائية دعبل الخزاعيو”عينية السيد الحميري” وغيرها . كما أنه وجد في محيطه ما ساعده على طلب الأدب، وانتهال المعرفة ، فوالده كان يقرأ القرآن الكريم صباح كل يوم بصوت شجي ، ويكتب الأدعية والزيارات ، ويقرض قصائد المدح والرثاء لأهل البيت عليهم السلام ، ويحتفظ بعدد من الكتب الدينية والأدبية المطبوعة والمخطوطة في مكتبته ، فتوفر ولده على قراءتها والإفادة منها ، ثم بدأ يقرض الشعر وهو في المراحل الأولى من العمر والدراسة ، وقد لقي توجيها وتشجيعا من لدن قريبه الشاعر الدكتور صالح جواد آل طعمة ، أحد رواد الشعر الحر في العراق والمقيم حاليا في الولايات المتحدة الأميركية ، فكان له دور بارز في تنمية مؤهلاته الشعرية حتى تصلب عوده ونما ، وأسهم في الحفلات الدينية التي كانت تعقد في الروضتين الحسينية والعباسية وفي بعض المساجد والمدارس الدينية ، فكان له دور مهم في هذا المضمار. ومن الطريف أن نشير إلى أن أول قصيدة ألقاها كانت في افتتاح ” جمعية التمور فرع كربلاء” ، وذلك في أواخر سنة 1952م ثم ألقى قصيدة أخرى في استقبال ملك العراق آنذاك فيصل الثاني (1953-1958 وولي عهده الأمير عبد الآله لدى زيارتهما مدينة كربلاء سنة 1953 م . ولم يمض طويل وقت حتى أظهر نشاطا ملحوظا من خلال إعداده نشرات جدارية كان يصدرها في ثانوية كربلاء خلال سنة 1953م بأسم (الرشاد .(
وفي الصحن الحسيني الشريف، درس مبادئ القراءة والكتابة على يد فضيلة الشيخ حسن كوسة الحائري ، وقرأ كتاب ( شرح القطر) في النحو على العلامة الشيخ عبد الحسن البيضاني . كما درس التاريخ الإسلامي على العلامة السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة . وفي سنة 1954 أصدر أول مجموعه شعرية بأسم : (الأمل الضائع) ، ثم أخذ ينشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية ، وكان من أترابه آنذاك الشعراء السيد مرتضى الوهاب ، والسيد مرتضى القزويني والسيد صدر الدين الحكيم الشهرستاني وزكي الصراف وعباس أبو الطوس وحسين فهمي الخزرجي وعلي محمد الحائري وهادي الشربتي وحسن عبد الأمير وغيرهم . ولم يقتصر نشاطه على كربلاء بل اتجه نحو بغداد وأقام صلات وثيقة مع شعراء وأساتذة وكتاب نابهين كانت لهم شهرة واسعة في العراق أمثال بدر شاكر السيّاب ، ونازك الملائكة ، وجعفر الخليلي وسلمان الصفواني و الدكتور مصطفى جواد والدكتور حسين علي محفوظ والدكتور حسين أمين وغيرهم . كما تعرف في النجف على عدد آخر من أهل الفكر كالسيد جواد شبر والشيخ محمد علي اليعقوبي وعبد المولى الطريحي والسيد هادي فيّاض وعلي الخاقاني وغيرهم . وسرعان ما أخذ ينشر في مجلة ( العرفان ) و(الآداب ) و( الورود ) اللبنانية مجموعة من المقالات والقصائد المتنوعة التي لاقت استحسانا كبيرا من القراء والنقاد .
وفي سنة 1956 م أسهم بتأسيس جمعية أدبية مع لفيف من أدباء كربلاء بأسم :” رابطة الفرات الأوسط، استمر نشاطها حتى سنة 1959 ويقول إن لديه صورا تمثل أعضاء الجمعية نشر بعضها في مجلة المرشد ( الدمشقية ) التي كان يصدرها الشيخ حسين الفاضلي في العدد الخاص بال الشيرازي . وفي سنة 1967م أسس ندوة أدبية في داره بأسمندوة الخميس” ، استمرت عاماً واحداً وكان لها نشاط ملحوظ، وقد كانت له صلات وثيقة بعدد كبير من أدباء وكتاب ومؤرخي كربلاء والنجف وبغداد وكركوك والموصل والبصرة وغيرها .
نشر المئات من البحوث والدراسات والمقالات في ا الصحف ولمجلات العربية والعراقية . ولا يزال يواصل البحث والتأليف في شؤون التراث لاسيما التراث الذي يخص مدينة كربلاء المقدسة .
من كتبه المنشورة :
1-
الأمل الضائع ( بغداد 1954م ) 2- شاعرات العراق المعاصرات(ط1 النجف 1955م ) ، (ط2 دمشق 1995 م ) 3- ديوان حسين الكربلائي – جمع وتعليق ( كربلاء 1960م ) 4- محمد حسن أبو المحاسن الشاعر الوطني الخالد ( كربلاء 1962م ) 5- الأشواق الحائرة ( بغداد 1962م ) 6- تراث كربلاء ط1 ( النجف 1964م ) ط2 ( بيروت 1983م ) 7- ديوان أبي الحب (تحقيق ) ( النجف 1966م ) 8شعراء كربلاء – الجزء الأول ( النجف 1967م )، ( الجزء الثاني النجف 1968م ) ، (الجزء الثالث النجف 1969م ) 9- ومضات من تاريخ كربلاء ( النجف 1967م ) 10- مخطوطات كربلاء – الجزء الأول (النجف 1973م ) 11- دليل كتّـاب كربلاء (ط1 كربلاء 1975م ، ط2 كربلاء 2004م ) 12- خزائن كتب كربلاء الحاضرة ( النجف 1977م) 13- من أعلام الفكر العربي ط1 ( القاهرة 1979م ) ،ط2 (بيروت 1999م ) 14- من أجلها (بغداد 1980 ) 15- رياض الذكريات ( بغداد 1984م ) 16- المخطوطات العربية في خزائن كربلاء ( الكويت 1984م ) 17- أحمد الصافي شاعر العصر ( بغداد 1985م ) 18- مخطوطات كربلاء(الجزء الثاني) – خزانة السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي – ( الكويت 1985م ) 19- أعلام الشعراء العباسيين ( بيروت 1986 ) 20- كربلاء في الذاكرة ( بغداد 1988 ) 21- حسين الكربلائي ( بغداد 1992 ) 22- دراسات في الشعر العراقي الحديث (بيروت 1993م ) 23- خواطر إسلامية ( بيروت 1993م ) 24- أم البنين ( ط1طهران 1996م ، ط2 بيروت 2008م) 25- تاريخ مرقد الحسين والعباس (ع) ( بيروت 1997 ) 26- عشائر كربلاء وأسرها ( بيروت 1997م ) 27- معجم خطباء كربلاء ( بيروت 1998م ) 28- غزليات الشعراء العرب (بيروت 1998م ) 29- معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء ( بيروت 1999 ) 30-كربلاء في ثورة العشرين ( بيروت 2000م) 31- ديوان الحاج جواد بدقت ( تحقيق ) ( بيروت 1999م ) 32- ديوان السيد مرتضى الوهاب (جمع وتحقيق ) ( 1999م) 33- الحسين في الشعر الكربلائي ( بيروت 2001م ) 34- ديوان عباس أبو الطوس ( جمع و تحقيق ) (2001م) 35- ديوان المدح والرثاء ( بيروت 2001م) 36- دليل كربلاء المقدسة (بيروت 2001م) 37- تشريح بدن الإنسان ( تحقيق )(بيروت 2002م ) 38- الكرامات المنظورة (بيروت 2001م) 39- فاطمة الزهراء أم السبطين (طهران 1996م) 40- رواد الشعر الحر في العراق ( بيروت 2003م) 41- الموروثات والشعائر في كربلاء ( بيروت 2003م) 42- بين الظلال ( شعر ) ( بيروت 2003م) 43- العشق والحرية ( شعر حر ) ( كربلاء 2003م ) 44- صحافة كربلاء (ط1 دمشق 2005م ، ط2 كربلاء 2006م ) ، 45 – حكايات من كربلاء ( بيروت 2007م ) ، 46- أعلام من بلادي ( دمشق 2005م ) ، 47- الشعراء الشعبيون في كربلاء ( ج1 ، دمشق 2005م ) ، 48أعلام النساء في كربلاء ( دمشق 2005م ) ، 49- مشاهداتي في لندن ( بيروت 2006م ) ، 50- المزارات المقدسة في كربلاء ( بيروت 2008م ) ، 51- مشاهير المدفونين في كربلاء ( بيروت 2008م ) 52- نزهة الإخوان في وقعة بلد المقتول العطشان (لمؤلف مجهول ) – تحقيق (الحلة 2009م ) 53- معجم الأكلات والحلويات في كربلاء ( دمشق 2009م) 54- القراء والمقرئون في كربلاء ( النجف 2010) 55- المربي السيد حسن موسى( الحلة 2011م) 56- المعالم الأثرية والسياحية في كربلاء (طهران 2011م) 57- تاريخ غرفة تجارة كربلاء ( النجف 2011م) 58- الأسر العلمية في كربلاء – آل الشيرازي -النجف 2012م.
كتب عن مؤرخنا الكثيرون وأشادوا بكتبه ودراساته ونوهوا بها وعدوها من مصادر الحياة الثقافية الحديثة في العراق . ومن هؤلاء غالب الناهي ، وكاظم محمد حسين، وموسى الكرباسي، وسعدون الريس وتوفيق حسن العطار والشيخ محمدحسين سليمان الاعلمي وكوركيس عواد ومحمد علي حسن والشيخ فرج العمران القطيفي ونور الدين الشاهرودي وسعيد بهاء مهدي وحسان بدر الدين الكاتب والسيد محمد مهدي الموسوي الكاظمي وحميد المطبعي وحيدر صالح المرجاني وكاظم عبود الفتلاوي ومحمد حسين الحسيني الجلالي وفؤاد سزكين ومحمد علي القصير الحائري ،وعبد عون النصراوي .
يقول الأستاذ سلمان هادي آل طعمة إن ابرز أعماله المحببة إلى نفسه هو كتاب : ( تراث كربلاء ) لأنه يعد المصدر الرئيس الذي اعتمد عليه المؤلفون والباحثون ، فقد تضمن تفاصيل كثيرة عن تاريخ المدينة وحياتها الثقافية . ومما ساعده على توثيق تاريخ وتراث كربلاء حبه لها بل قل عشقه لها لذلك أعطاها كل شيئ ..ولم يتوان في إبراز شخصيتها الحضارية وتاريخها الحافل بالأحداث وإسهامات الرجال والنساء في حفظ قيمها وعاداتها وتقاليدها العربية والإسلامية الأصيلة . كان يؤكد بأن كربلاء أنجبت رهطاً كبيراً من المفكرين الذين ملأوا الدنيا بآثارهم الخوالد وسجلوا صفحات ناصعة في تأريخ الإسلام وان لكربلاء دور مهم في نشر المعارف والعلوم ،كما وإنها من أوائل المدن العراقية التي عرفت المطبعة الحديث وسخرتها في سبيل خدمة لغة الضاد . أرخ لشاعرات العراق وكتب عنهن مشيدا بشعرهن وإسهاماتهن في رفد الحركة الأدبية العراقية الحديثة وقد اهتم بالشعر الشعبي وكان يرى بأنه احد مصادر التاريخ .ولم يكن اهتمام الدكتور سلمان هادي ال طعمة مقتصرا على جوانب معينة من التاريخ ، وإنما كان مفهوم التاريخ لديه واسعا فلقد أرخ للشعر، والأدب، وللصحافة ، ولغرف التجارة ،وللمرأة، وللقراء ،والمقرءون، وللمدفونين ،وللأكلات ،والحلويات، وللأسر العلمية ،وللمزارات ،وللخطباء ،وللإجازات العلمية .وكان يعتقد بأن لكل شيئ تاريخا لابد من كتابته.