تأسست كلية العلوم في ٢٧/ ٣/ ١٩٤٩ الموافق في ٢٠/ جمادى الأول / ١٣٦٨ بوصفها جزء من كلية الآداب والعلوم، وقد تحددت واجباتها الرئيسية بالعناية بالعلوم و الآداب الحرة من دون أن تتقيد في هدفها بتخريج (المهنيين) المتخصصين بعلوم تطبيقية (ضيقة)، وقد أسهمت في نشوء البذرة الأولى للتعليم الجامعي العلمي الحديث في العراق و أصبح يوم تأسيس الكلية (يوم العلم) في بلادنا بجدارة و استحقاق.
ضمت الكلية في بداية تأسيسها و قيامها خمسة أقسام علمية هي أقسام (الكيمياء و الفيزياء والرياضيات و علم الحيوان و علم النبات) و في وقت لاحق ادمج قسما علم الحيوان وعلم النبات وسمي بقسم علوم الحياة.
وفي عام ١٩٥٣، افتتح قسم علم الأرض (الجيولوجيا) و استقبل أول مجموعة من الطلبة في عام ١٩٥٤. وفي العام ١٩٨٣ تأسس قسم علوم الحاسبات كحلقة مهمة لتطوير التعليم العالي في القطر، ونظرا للأهمية الكبيرة التي تشهدها تقنية الحاسبات في العالم فقد بات هذا القسم الفتي موضع متابعة ورعاية متميزين.
و في العام ١٩٩٢ و قبل استحداث دراسات أولية افتتح في الكلية معهد التقانه الإحيائية للدراسات العليا الذي يعد المعهد الوحيد الذي يعنى بهذا الميدان العلمي الحيوي سواء على مستوى البحث الأكاديمي أو في تلبية احتياجات القطاعات الأخرى.
و خلال مسيرتها الطويلة نسبيا شهدت كلية العلوم تطورات علمية مهمة لعل أبرزها افتتاح أقسام جديدة مواكبه للتطور العلمي، ففي عام ١٩٩٨ افتتح قسم علم الفلك تبعه افتتاح قسم التقانه الإحيائية للدراسات الأولية عام ١٩٩٩، و في نفس العام أنشأت وحدة الاستشعار عن بعد، ثم تم البدء بتطبيق مشروع الدراسات العليا (الماجستير) في قسمي الرياضيات و الكيمياء، و في عام ١٩٦٥ بوشر بتطبيق الأسس نفسها في قسم الفيزياء، و في عام ١٩٦٦ أصبح قسم علم الأرض و علوم الحياة ضمن المخطط العام لهذا النهج، بعد ذلك استحدثت دراسة الدكتوراه في قسمي الكيمياء و علوم الحياة و ذلك في عام ١٩٧٦، و من ثم قي قسم الرياضيات و علوم الأرض عام ١٩٧٧، و من بعدها في قسم الفيزياء في عام ١٩٧٨، حتى أصبح بإمكان المرء أن يعد كلية العلوم (أكاديمية) عليا في هذه التخصصات.
ومع هذا التوسع المعرفي و العلمي و التقني كان لابد من أن يتسع حجم الكلية و تتنوع مرافقها و منشاتها و منجزاتها لذلك فقد انتقلت الكلية من بنايتها القديمة في الأعظمية إلى مجمع جامعة بغداد في الجادرية في العام ١٩٨٣ حيث تتوزع أقسام الكلية على مساحة واسعة من الأرض تشمل أبنية حديثة مصممة لأغراضها بصورة جيدة، و تحيط بها حدائق تضفي على جو العلم و العمل سمة النظام والاستقرار. و نظرا للتوسع (المعرفي) لإعداد الدارسين و الحقول المعرفية المضافة (فرعيا و تفصيليا) فقد تقرر إنشاء أبنية جديدة لقسمي الرياضيات و علوم الحاسبات.