عبد الخالق خليل الدباغ 1908-1967 وكتابه “معجم امثال الموصل العامية
الاستاذ عبد الخالق خليل الدباغ 1908-1967 من المربين الموصليين الذين كان لهم نشاط ثقافي وسياسي وطني في العراق خلال الثلاثينات من القرن الماضي. وكان يمثل – الى جانب الاساتذة صديق الدملوجي والاستاذ احمد علي الصوفي والاستاذ سعيد الديوه جي والاستاذ عبد المنعم الغلامي وغيرهم – صورة واضحة عن المشهد الثقافي الموصلي في حقبة التكوين السياسي والاقتصادي والاداري والعسكري والثقافي للدولة العراقية الحديثة .
والاستاذ عبد الخالق خليل الهذلي الدباغ من مواليد مدينة الموصل سنة 1908 .درس في مدرسة الوطن الابتدائية المعروفة في اواخر العهد العثماني .وبعدها في المدرسة الخضرية خلال عهد الاحتلال البريطاني .وقد دخل دار المعلمين الابتدائية في بغداد بعد انهائه الدراسة في المدرسة الخضرية في الموصل سنة 1925 وبعد تخرجه في دار المعلمين الابتدائية سنة 1929 عاد الى الموصل وعٌين معلما في سنجار وبعدها في المدرسة القحطانية ثم في مدرسة باب البيض .
كتب الاستاذ الدكتور عمر الطالب في “موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين “عن الاستاذ عبد الخالق الدباغ فقال انه كان مربيا مؤمنا بالتوجه العروبي والشعور الوطني . وقد وقف الى جانب ثورة مايس 1941 القومية التحررية التي اندلعت سنة 1941 . وبعد فشلها عوقب –شأنه شأن الكثير من المعلمين والمدرسين –بالنقل الى مدرسة حمام العليل البعيدة عن الموصل ب30 كيلومترا وبقي فيها سنتين .
نسب الى متوسطة المثنى ثم الى الاعدادية المركزية لتدريس مادة “التربية الفنية ” حيث كان معروفا بأهتمامه بهذا الفرع من الفنون التشكيلية .وفي سنة 1965 انتدب للتدريس في المملكة العربية السعودية وبعد سنتين تقريبا وافاه الاجل المحتوم .
عُرف عن الاستاذ عبد الخالق الدباغ بكتابه الموسوعي : ” معجم أمثال الموصل العامية ” . وهو من الكتب الكلاسيكية الرائدة ، ولايزال مصدرا رئيسيا في هذا الميدان . ألفه سنة 1956 بجزئين وطبع في مطبعة الهدف في الموصل لصاحبها الصحفي الاستاذ عبد الباسط يونس . كان الاستاذ عبد الخالق الدباغ مهتما بتسجيل الامثال من افواه الناس وكثيرا ما كان يجلس في المقاهي الشعبية التي يؤمها ارباب الحرف والاصناف ليستمع أو يلتقط مثلا من هنا ومثلا من هناك حتى يهرع الى تسجيله . وقد ضم المعجم 2901 مثلا بضمنها 472 مثلا احتواها الملحق .
ومما يذكر ان الاستاذ عبد الرحمن الكركجي صاحب المكتبة العربية هو الذي تعهد بنشر الكتاب . والمعجم يقع في ست وستمائة صفحة مستدركة بملحق يقع في مائة صفحته . واتذكر انني عندما حررتُ الجزء الخامس من “موسوعة الموصل الحضارية ” في جزئيها الرابع والخامس تم تكليف الاستاذ سعد علي الجميل بكتابة فصل عن الامثال الشعبية في الموصل ، وقد كتب الفصل ووقف عند معجم الاستاذ الدباغ واشار الى اسلوبه في كتابة المعجم وخاصة في مجال ترتيبه على حروف المعجم .
كتب الدكتور داؤود الجلبي الطبيب والباحث التراثي الموصلي مقدمة للمعجم قال فيها ان جهد الاستاذ الدباغ يتجاوز جهدي جميل شوريز ومحمود الملاح في توثيق الامثال الموصلية .اما الناشر الاستاذ عبد الرحمن الكركجي فكتب مقدمة اخرى للمعجم اكد فيها ان الامثال تكشف عادات الناس واخلاقهم .ثم اشار مؤلف المعجم الى انه اراد من تأليف المعجم تعميق الحس التربوي والاخلاقي عند الناس من خلال ايراد الامثال لما لها من أثر في حياة الناس وتقويم سلوكهم .